حمام الشط في 25-02-2019 بقلم الناشط
الجمعياتي بدرالدين الصغير
المجلس البلدي و بعد قرابة
الثمانية اشهر من تأسيسه الأول في إطار تفكيك المركزية و الانتقال للحكم المحلى و
محاولة منّا لتقييم الفترة المنقضية و لمس آفاق عمله وحدوده وهو الواقع بين
"المطرقة والسندان" ضغط تحقيق
الوعود التي قطعوها للمواطنين أثناء الحملات الانتخابية العام الماضي من جهة وبين
واقع التعامل مع الأجهزة التنفيذية و البيروقراطية الإدارية و الكثير من العوامل
التي تريد لهذه التجربة ان تفشل ومع انه من الصعب الوصول الى تقييم دقيق لأدائه في
حمام الشط خلال هذه الفترة القصيرة من تأسيسه الا أن هنالك انطباع عام يميل الى
عدم الرضا بنتائج أعماله والشعور بأن أمام المجموعة المنتخبة مشوارا طويلا وعملا
شاقا من اجل ان تحقق بعض النتائج الملموسة للمواطنين بالرغم من النقلة النوعية في
آسداء الخدمات...
كما
لا نستطيع التغافل عن المؤثرات الخارجية وأخصّ بالذكر الإدارات المركزية ودورها في
نتائج أعمال المجلس ونرى ذلك جليا في مشروع تهيئة حي على بالفالح، السوق الأسبوعي
بئر الباي ودار الشباب المعطّلين منذ سنة أربعة عشر بعد الالفين، كذلك نقص الفقرات
الترتيبية التي تنظم العمل في إطار الحكم المحلي وعمل المجلس وصلاحياته وقدرته على
تأدية مهامه الرقابية على الأجهزة التنفيذية في البلدية....
كما
ان أعضائه – المتحزّبين – والذي كان دور البعض منهم سلبي وكان سبابا في تراجع
تفاعل الناخبين بشكل عام حول العمل البلدي. فقد كانت هنالك حماسة عالية جدا إثر
الانتخابات البلدية وقد علق الكثير من المواطنين آمالا كبيرة على المجلس الذي
شعروا انه ومن خلاله يمكنهم العمل على تطوير وتحسين الخدمات البلدية وتصحيح
الاوضاع السائدة في المنطقة البلدية والحد من تفشي حالات الفساد المالي والإداري
فيها إن وُجِد .... والذي أوجدت عملية اختيارهم على رأس اللجان رغم التجاذبات
الكبيرة والإشكالات التي تم تنقيحها في النظام الداخلي فيما بعد، فمع ان عملية
الاختيار كانت تتوخى استهداف عناصر ذات كفاءة تتناسب مع أعمال المجلس، الا أن
اعتماد مقاييس إضافية أخرى غير علمية تعتمد على التواجد الحزبي وتمثيلياته اعتمدت
الاقصاء الممنهج ساهم بكل تأكيد في إعادة ترتيب نتائج الصندوق استنادا على توجهات
وخلفيات هؤلاء الأعضاء المسيسين للنخاع بالرغم من رفعه شعار المستقل...
اما المواطنين " راس اليتيم " وهم عين الرقيب والمستفيد الأول من التجربة ان نجحت والجديرين
بمتابعة الاداء وتقييم عملها، يبدون تحفظات كثيرة على عمل المجلس طوال هذه الفترة
ويقدمون العديد من التساؤلات والانتقادات بسبب عدم بروز أية نتائج مباشرة تلبي
تطلعاتهم التي طرحوها أثناء الحملات الانتخابية لكن دون الحضور لجلساته او
المشاركة في ذلك. ويرجع ذلك الى حالة اليأس التي تملّكت معظم متساكني المنطقة
البلدية والشباب الفاعل الذي أصبح مفعول به بسبب بروزه إلاّ في المناسبات او البحث
عن مكاسب ضيقة كما ان حب الظهور أدى الى تبني المغالطات في الاعلام المحلي الذي
غضّ الطرف على اهم الأحداث وازدواجية الخطاب ....
أما بخصوص رئاسة المجلس التي توجت بالتنصيب في جلسة 26 جوان 2018 و
الفائز فيها الدكتور فتحي زق روبة فقد بدأ بتنفيذ وعوده الانتخابية التي ستكون على
حساب الطبقة المهمشة و الاحياء المعدمة ليتمعّش منها أصحاب رؤوس الأموال و توجهاته
و تطلعاته لا تكفي لان يختزل في مقال شامل يقيم فيه عمل المجلس البلدي ككل ولنا في
عددنا القادم رؤيتنا في ذلك....
ونكتفي بهذه الاسطر نتوجها بنداء لجميع الأطراف من مجتمع مدني و
أحزاب للنهضة بمدينتنا مدينة السلام مدينة حمام الشط و التمشي في هذا التيار الذي
أفرزه الصندوق بعيدا عن كل ما من شئنه ان يحيد عن مبدأ التطوّع لخدمة المواطنين
الذين هم بدورهم مسؤولون كما قلنا بمتابعة و مراقبة أداء المستشارين بدون تعصّب
حزبي او فئوي ونكون بالفعل عين الرقيب المسؤولة التي تساعد على البناء وتكسر أسباب
العجز و القيود التي يوجهها المجلس تجاه الأجهزة التنفيذية وكذلك تلافي ضعف بنية
المجلس ....
كما يجدر بالرئيس المنتخب المضي قدما في الوعود التي قطعها على
نفسه باللقاءات العامة المفتوحة الدورية الشهرية مع المواطنين لعرض ما قدمه خلال فترة
عمله وبلورة آليات واضحة ومحددة لمتابعة تنفيذ القرارات التي غلفت بالضبابية لمعظم
المتابعين.
وشكرا لسعة صدركم...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire