أن الفساد الممنهج وانعدام المساواة الاجتماعية الذي يعزز أحدهما الأخر في شتى المجالات أدى إلى خيبة أمل المواطن البسيط في المؤسسات السياسية و وفّر أرضا خصبة لصعود قيادات سياسية شعبوية نسلّط الضوء على احـــد أبــطـــالـــها فرغـــم تمثيله النسبي على المستوى الوطني في المحليات ولعب ورقة الشعبوية بعديد الشعارات "حل الدوسي" "وينوالبترول"عدل تنفيذللملح"مانيش مسامح" وآخرها عدم التصويت او التحالف مع الحزيبن الحاكمين لإيهام العامة من الشعب بالقطع مع سياسات التطبيــــع التى تنتهجها الدولة العميقة عسى ان يحسن البعض الظن في اليسار الاجتماعي -او ظنا منه بذلك- وكان لهم ما أرادوا هنيهة من الزمن...لكن و بعد المغـــازلــة المجـــانـيــة لـصـنـــدوق الـــنـــقـــد الـــدولـــــي بِـــتَـــبَــنِّي مشروع التســع رهـــوط وقانون التعدي الصارخ على القرآن و البحث عن تعطيل آياته المحكمات كانت بهمسة ود وبــــيـــان تقديم شرط صاحب المال المقرض وصاحب الهيمنة الاستعمارية الاقتصادية و الوصـــي على مقدرات البلاد صعق العديد والعديد من منخرطيه فمنهم من انسحب ومنهم من قرر اعتزال الشان السياسي من فرط الصدمة...
لم يقف قطار الشعبوية والانتهازية هذا الحد ففي عتمة الاروقة المظلمة خان العهد و رفض الثلاثي الشرس محارب الفساد التصويت على منح حقوق عاملات الفلاحة المهمّشات اللاتي سال دمهنّ على الاسفلت... نعم سادتي تمّ رفض المقترح لا لشئ إلا لأنّ مشروع القانون او المبادرة من طرف من يعتبرونه عدو وليس خصم يعتبرونهم جلادين بالرغم من انهم قارعوا نفس الكؤوس في سجون المخلوع و بالرغم من علمهم وتأكدهم من قوة ومتانة الدولة العميقة و سُبُــــلَ اجتثاثها إلا انّ الكـــبـــر و تــعــالــي النـــخـــبــة اليسارية في بلدنا ابت إلا ان تتفرّد بآقتلاع جذور الفساد ودولة الفساد(حسب آعتقادهم بالطبع) لكنه وللاسف استئــــصال الورم مُـــــقترن بجذور الهوية و الديـــــــــــــــن و كأنهما داء ليس له دواء مقتبسين نورهم من ديمقراطيات ما وراء البحار ثوارات مستدمر الوطن في القرن الماضي...
و ماكان استقبال المقيم العام في مقر الحزب إلاّ لترجمة بعض التصريحات التي تبناها قائدهم الاوحد على موجات احدى الإذاعات "نحن لن نؤمم البترول لسنا ذلك الحزب الثوري" جانب الصواب في هذا ورب الكعبة ...
فقد كانت جُـــل شعارات لبـــؤة تونس حرمــه المصون هو الدفاع عن مكامن الثروة الباطنية و مآلات عقود نهبه و الدعوة لفتح الملف بعنوان شعبوي جذب العديد من السذج "ومنهم انا" للاسف....ان السبب الرئيس في فشل الاحزاب اليساريه على مر العقود ليس ايدلوجيتها وانما الفساد والانتهازيه والانانيه المتمثله في قادتها حيث كان همهم الوصول الى كرسي السلطه ولو على حساب المبادئ التي يتبنونها فكان داء السلطه والمناصب همهم الاول ...
وما كــــان آغــــــــلاق باب الانخراطات سنة 2018 عقب الانتخابات البلدية في وجه المتحمّسين لآل عَبُّو وحزبهم الا تكتيكا سياسيا لتبقى الكتلة الاقدم وسط الحزب اليساري الفرنكفوني هي المسيطرة على دوالب الامر داخله فلى الوطن همهم ولا الرقي بالشعب املهم استقطاب بعض المحركات الادمية في المحليات تحت عنوان دعه يعمل دعه يمر إلى حين...
أوضاع جديدة فرضت نظرية و رؤيــــــة فلسفية و ثــــــوريــــــة جـــــديـــــــدة تهيأ لاعتلاء النخبة الفرنكفونية الاستبدادية تحت وشاح اليسار الاجتماعي و النتيجة في النهاية تطبيع كامل مع النظام الرأسمالي العالمي و وؤد ما بقي من نفس يتوق الى التحرر....
مؤتمرات فلكلورية و إنتخابات معروفة النتائج مسبقا بدءا بالمحليات مرورا بالجهويات لتكرّم صاحب الاصل التجاري بالعودة الى الامانة العامة و يتوّج بالترشح للانتخابات الرئاسية سرواله بين فخذيه فقد شدّ المقيم ازراره....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire